صحراء بريس/السالك ولد الناجم-العيون
كانت ولاية العيون خلال السنوات الماضية بمجرد اقتراب اية مناسبة دينية او وطنية الا وارسلت سيل من الدعوات لمختلف الفاعلين بالمدينة، من سياسيين ونقابيين وجمعويين ،فضلا عن شيوخ واعيان القبائل ويظل شيوخ وكتاب المقاطعات يتجولون بشوارع المدينة محملين بهذه الدعوات من اجل تسليمها لااصحابها،وخلال السنتين الماضيتين تخلت الولاية عن هذا العرف ،وقطعت صلتها بكل فئات المجتمع وتم تقليص الحضور في المناسبات، على عينة من الشيوخ والاعيان وجمعويين ، وحجافيل من رجال السلطة واعوانها وقدماء الامنيين لشغر مقاعد قصر المؤتمرات لضمان حضور متميز، هذا فضلا عن الوفد الرسمي ، واللقاءات التي كانت تتم بين المدعوين وممثل الملك بالاقليم في السنوات الماضية على شكل حفل استقبال تليه بعض الدردشات تخلصت ايضا الولاية منها،وهذا ما اصبحت تعكسه نوعية الحاضرين لمختلف المناسبات التي يتراسها والي الجهة ،ما يجعل هذه المناسبات تعرف تراجعا كبيراعلى مستوى الاعداد لها وحتى الاحتفال بها وتمر مرور الكرام ، ولعل الهاجس الامني وسياسة العصا الغليظة التي تنهجها الولاية هي التي كانت وراء هذا التراجع ،بالاضافة الى غياب لغة الحوارلدى مسؤولي الولاية، الذين افرغوا مبدا الشراكة، بين السلطات العمومية وفعاليات المجتمع من محتواه ،ما جعل العلاقة بين الطرفين تعرف انكماشا ان لم نقل جفاء ،وهو ماجعل الاوضاع بالمدينة تزداد احتقانا،في الوقت الذي اعتمدت السلطات على نفسها في تدبير الاموروتخلت عن الشركاء الذين عبروا خلال اتصلاتنا بهم في العديد من المناسبات، ان الدور الذي كانوا يلعبونه الى جانب السلطات في طرح عدة مقاربات تروم التخفيف من معاناة المواطنين، والتصدي لبعض الظواهر،ولفت الانتباه الى حالات معينة لتجنبها لما قد تحدثه من اضرار بالمجتمع ،قد تم التخلي عنه مع مجيء الوالي الحالي الذي قطع مع كل الممارسات السابقة ،ووضع نفسه داخل محيط من مساعديه لايتقنون الا لغة واحدة وهي : السيد الوالي "مامسالي وماكيستقبل اليوم" ،الخ والمراسلات التي يتوصلون بها لايردون عليها ومكتب الضبط احيانا يرفض تسلم بعض الشكايات او المراسلات من اصحابها، ولعل طوابير الواقفين امام باب الولاية يوميا من مختلف الفئات المجتمعية ،يؤكد بالملموس مدى انعدام التواصل بين الحاكمين والمحكومين بهذ المدينة الجريحة،والتي ما زالت ممارسات مسؤوليها قد تعيد الاوضاع الى البداية،بفعل التضييق على الحريات ،وانعدام آفاق الشغل لدى الخريجين، وتدني الخدمات باغلب القطاعات العمومية والشبة عمومية،وانعدام الحوار الجاد ،وقلة الامن بجل الاحياء التي اصبح الولوج اليها ليل نهاريشكل خطرا على المواطنين ،ما ساهم في انتشار المتسكعين والمنحرفين والمشردين والسرقة والمخدرات والاعتداءات المتكررة على المواطنين ،والمعنيين بامن المدينة مستسلمين لهذا الوضع ولم يحركوا ساكنا رغم ما تكتبه الصحافة يوميا ،ورغم شكايات واحتجاجات المواطنين ،وكان الامر لايعنيهم .
الصورة للوفد الرسمي باحدى المناسبات السابقة.