صحراء بريس/عن عبد الله الرفاعي-الداخلة
بعد إثارة مسألة حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية، والتي وصلت صالونات الأمم المتحدة وجلسات مجلس الأمن، وسعي المغرب لتحقيق العديد من المكاسب والدفاع عنها أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، نفاجأ اليوم بخرجات مثيرة وجديدة لمدير وكالة تنمية أقاليم الجنوب بالداخلة لإحياء العبودية والرقيق ونعت مواطنين أحرارا بالعبيد وتهديدهم بالاختطاف من طرف جهات معينة دون تحديدها !
وتعود أسباب هذه القضية إلى سوء تفاهم حول الأسبقية في مرور وحركة السيارات، بين سائق سيارة "المدعو بلال اعبيدي" من جهة، وزوجة المدير وسائقه الخاص من جهة أخرى، والتي أشارت بأصبعها بإشارة غير أخلاقية للسائق "ذو السحنة السمراء" ووجهت له وابلا من الكلمات النابية والسب والشتم واصفة إياه ب "العبد" و "المملوك"....
وبعد تدخل مجموعة من شباب حي أكسيكسات بخيط أبيض كما يقال لتهدئة الوضع، التحق بهم على وجه السرعة مسؤول الوكالة بالداخلة ليعربد و يزبد عليهم جميعا، ويقول لهم أكثر مما قالته زوجته من كلمات حاطة من الكرامة والإنسانية، ويصفهم ب "العبيد" و "الزناديق" و "الموروثين"...، متجاهلا القوانين والتشريعات الوطنية والدولية التي تنص على تحريم العبودية والاتجار في البشر وتؤكد على المساواة بين الجميع. و أكثر من ذلك يهدد "المدعو مسعود" بالاختطاف القسري من طرف جهات سرية يتحكم فيها، وكأننا مازلنا نعيش سنوات الجمر والرصاص و الاختطافات التي تعمل الدولة على محو آثارها والتي كلفت المغرب غاليا في مسألة حقوق الإنسان. وأكثر من ذلك يقحم والي جهة وادي الذهب حميد شبار في هذا الملف، حيث صرح علانية أن والي الداخلة شبار اتصل به شخصيا و أنه يؤازره في هذه القضية التي وصلت المحكمة الابتدائية بالداخلة و أن مصير السائق بلال اعبيدي السجن على اعتبار أنه يملك من العلاقات الخاصة والوسائل لإصدار أحكام قضائية حسب مقاسه و مزاجه الخاص، فيما أكد لشهود بنفس الحي أنهم سيفقدون "مسعود" و أن مصيره هو الاختطاف القسري و الاختفاء نهائيا.
والغريب في الأمر أن وكالة تنمية أقاليم الجنوب مؤسسة أنشأتها الدولة بهدف إنعاش وتنمية هذه الأقاليم والعمل على نشر مبادئ الإنسانية والتسامح وترسيخ قيم المواطنة، لكن ممثلها بالداخلة المعروف بخرجاته المثيرة والغير محسوبة، لا يجيد سوى لغة التهديد والوعيد واستعراض العضلات والحنين إلى زمن العبودية وسنوات الرصاص الرهيبة.